2017/06/30

حوار مع الكاتبة والأديبة الأردنية الدكتورة سناء الشعلان



حوار مع الكاتبة والأديبة الأردنية الدكتورة سناء الشعلان

 أجرى الحوار: الإعلامية سهير الدراغمة

Sohair123jo@gmail.com
" نقلاً عن موقع "رائدات" المغربي ومجلة رائدات" العدد 4 اللتين يرأس تحريرهما المغربي المبدع: محمد سعيد الأندلسي". 
    سناء شعلان: كاتبة وأديبة أردنية من أصول فلسطينية حاصلة على شهادة البكالوريوس ودرجة الماجستير والدكتوراة في اللغة العربية في الأدب الحديث بتقدير امتياز،وتعمل حالياً دكتورة في الجامعة الأردنية وعضو في رابطة الكتاب الأردنيين لها العديد من المؤلفات والكتب والمجموعات القصصية للأطفال حاصلة على العديد من الجوائز والأوسمة والدروع والتكريمات على مستوى الوطن العربي والعالم ،شاركت في الكثير من المؤتمرات العربية والمهرجانات ولها العديد من الدراسات الأدبية،وتأليف وإخراج العديد من المسرحيات الممثلة.
 ..لمعرفة من تكون سناء الشعلان إليكم الحوار التالي :
* بماذا تفسرين شعبيتك الكبيرة بين القراء واهتمام النقاد والباحثين والإعلاميين بما تكتبين في ظل الظّروف الراهنة الأوضاع الحالية التي تمر المنطقة بها؟
   أعتقد أنّ بنية القلق والبوح والمجاهرة بفضح السقوط والإسفاف والفساد أيّاً كان هي من تلفت نظر القرّاء والمهتمين إلى قلمي،لا سيما أنّني أتكلم بضمير الإنسان المطحون المهمش،وأرفع صوتي بلسان الحرمان والغضب والرّفض.أعتقد أنّني باختصار أقول ما يضمر في كثير من الأنفس الصّامتة المتوارية.باختصار قلمي المبدع هو توصيف حقيقيّ الحال الصّامتين المنكودين.وهذا كلّه في ظلّ الاهتمام بالشّكل اللّغوي والتّوصيف البلاغي الذي لا يسمح لركاكة الكون والواقع أن تترك أثرها على سبكه.
* ما هو الشّيء الذي لم تحققيه بعد وتحلمين بتحقيقه؟
    أن أصلّي في المسجد الأقصى.
*منذ متى بدأتِ تشعرين بأنك كاتبة ناجحة؟
     ليس لي الحقّ أن أقيم نفسي بناجحة أو غير ناجحة،إنّما أقيم نفسي براضية عن قلمي ومنجزي،وألحق حلمي وقضيتي،وللتّاريخ والإبداع والجمهور أن يقيمونني،وأن ينزلوني المنزل الذي يتخيرون لي.
* هل الكتابة والإبداع أثرت على حياتك الخاصة أو أخذت من وقتها؟
  أيّ منجز أو حبّ أو انشغال يرصد الإنسان نفسه له يؤثر عليه وفيه،ويترك أثره في تفاصيله جميعها لا سيما إن كان منجزاً إبداعيّاً وفكريّاً.
* هل قمتِ بزيارة المغرب العربي ؟
    نعم،كانت لي أكثر من زيارة أكاديميّة وأدبيّة،أتاحت لي التعرّف على المشهد الإبداعي والفكري والإنسانيّ هناك،وأضافت الكثير إلى تجربتي.
* بمن تأثّرت الكاتبة سناء شعلان؟ أو بالأحرى من هو عراب سناء شعلان؟
   تأثّرت بكلّ من مرّوا في حياتي الحقيقيّة أو الافتراضيّة عبر المقروء والموروث والمؤرخ له أو به،وجميعهم تعلمت منهم بشكل أو بآخر،حتى الأوغاد تعلّمت منهم أن لا أكون مثلهم كي لا أشعر بالقرف من نفسي.
* ما هو جديد سناء شعلان ؟
   رواية جديدة ستصدر في القريب تشخص الأحوال الأكاديميّة المترديّة في الوطن العربيّ،وعلاقة ذلك بالمشهد الخرائبي المنهار في كلّ مكان.
* وما هو مستقبلها؟
   المستقبل في يدي الله ومشيئته وإرادته،ولكنّني أبذل جهدي لأقتنص من الحياة أفضل ما فيها،وأترك منّي فيها أفضل ما أملك.
* ما هو الإرث الذي تحرص أن تتركه سناء الشعلان بعد موتها؟ولمن توصي به؟
   أعمال إبداعيّة خالدة وعلم يستفاد به وعمل صالح يشفع لي عند الله وفي تاريخ البشرية.وهذا الإرث الذي أتركه أتمنى أن اتركه للبشريّة جمعاء.
* أيّ نوع من القرابة تؤمنين به؟
    أنا كافرة بما يسمّى قرابة الدّم؛فهي مهزلة كبرى،وأكذوبة تاريخيّة آن له أن تدفن حيّة.أنا أؤمن بأنّ المحبّة أقوى الأسباب،والمودة أقوى الأنساب.أقربائي الحقيقيون في الحياة هم الطيبون والعاملون والخيرون أيّاً كانت سحنهم أو ألوانهم أو أجناسهم أو جنسياتهم.
* عندما تكتبين عن الحبّ والعشق.هل تفكرين برجل ما؟
  لا،أبداً،لا أفكر حينها إلاّ بالحبّ بفكره العظيم،وهو على كلّ حال أكبر من أيّ رجل أو امرأة على وجه التعين.
* هل سناء الشعلان عاشقة في الحقيقة؟
  نعم،عاشقة بامتياز،ولكن ليس عشقاً صغيراً قزماً مختزلاً في رجل ما،بل هو عشق عملاق يتضمّن كلّ خير وجمال وفرح وسعادة وإنجاز وإبداع،أنا عاشقة للحياة ومن يستحقون الحياة فيها.
* من هم الذين يستحقون الحياة برأيكِ؟
  الذين يدركون فلسفة خلقهم ووجودهم في الحياة،وهي الخير والإعمار والبناء،وينصاعون لهذا الإدراك،ويعملون لتحقيقه.
*  ما هو البلد الذي تتمني أن تزوريه و لم تقومي بذلك؟
     لا أتمنى فقط زيارة وطني فلسطين الذي لم أزره حتى الآن منذ أن طرد أجدادي وأقاربي وأهلي منه.بل أتمنى أن أعود إليه.
*متى تأتي لحظة الإلهام للكاتبة سناء شعلان ؟
   الإلهام عندي هو لحظة تنوير وقرار وموقف يجب تسجيله أو على الأقل رصده،ولذلك الإلهام عندي هو قراري بالكتابة،وليس إرهاصات وغنوصيات وحتميات وقهريات تداهمني،وتملي عليّ ما تريد.الإلهام الحقيقيّ له هو قراري ورؤيتي،لا مجرد إرادات خارجيّة تتناوب عليّ،وتملي عليّ إرادتها،كأنّها نوبة حمى مداهمة كما يزعم الكثير من الكاذبين على القلم والإبداع.
 *وما هي المؤثرات في حياة سناء شعلان ؟
    تفاصيل حياتي جميعها مؤثّرة في حياتي وأدبي وفكري ونفسيتي؛فأنا إنسان شفافة جدّاً،ولا أزعم أبداً أنّني قالب جليد لا يخدشه دفء أو ألم أو احتكاك.ولكن أعتقد أنّ قضيتي الفلسطينيّة هي أكثر ما أثر في فكري وشخصيتي ونفسيتي،وساقها إلى أقدارها الفكريّة والنفسيّة والإبداعيّة.
*هل ينبغي أن يكون للمبدع قضية ما ؟
    بكلّ تأكيد؛فمبدع دون قضيّة هو مهرج من النوع الرديء؛القضية هي من تشكل الذات والفكر والآمال،وتصنع الإنسان الحقيقيّ.
*هل تؤمنين بالمقولة التي تزعم أنّ الألم والمعاناة تخلق المبدع العظيم ؟
 لا،أنا ضدّ هذه المقولة المرضيّة التي تبرّر تعذيب المبدع،وتسند للمجرم دوره المحرّض في خلق المبدع والإبداع.الحقيقة إنّ المعاناة والألم هي من تحرق روح المبدع،وتحرمنا من الكثير من الإبداع المفترض الذي كان يمكن أن يجود على البشرية به لو كان في ظروف أكثر رحمة ورأفة به.
* من هو الرجل بالنسبة للكاتبة سناء شعلان؟  
     الرّجل في رأيي هو إنسان يقوم بواجبه دون تقصير أو خوف أو إفساد أو ظلم،وفي ضوء هذا التّعريف تصبح الرّجولة موقفاً جماليّاً لا علاقة له بالجندر،إنّما هو توصيف للفعل والمواقف،وهكذا تكون الكثير من النّساء أكثر رجولات بمواقفهنّ الشّجاعة الثّابتة المشرّفة.
*  ومن هو الرّجل المعشوق في حياة سناء الشعلان؟
   رجل لم أقابله بعد في الحياة،وإنّما خلقت على الورق.  
*  من الدّاعم الحقيقي لك في مسيرتك الأدبية؟
  اللّه هو الدّاعم الأزليّ لكلّ البشر،وهو من ييسر لي من يحبنا في الأرض ويرعانا.
   * هل هناك ظروف مرت معك في حياتك مؤثرة؟
    تفاصيل حياتي جميعها مؤثرة؛لأنّني لا أسمح أساساً بأن أعيش في تفاصيل تافهة أو أحداث تافهة أو أفعال تافهة.
   * إذا كان لسناء الشعلان أن تفخر بشيء من طباعها،فبماذا تفخر؟
   أفخر بنبلي،وإصراري على قول لا لكلّ وغد ومستبد وظالم وقبيح.
   *وماذا عن المستوى الإبداعي؟ ما أكثر ما تفخر سناء الشعلان به في مسيرتها الإبداعيّة والأكاديميّة؟
   أفخر فخراً عريضاً بأن قلمي لم يتلوث يوماً بكذباً ونفاقاً ومداهنة،وكان دائماً خارج سوق التسليع والتسعير،إنّه أكبر من كلّ ذلك.
 * ما هي نقطة ضعف سناء الشعلان وما هي نقاط القوة فيها؟
    قلبي ومبادئي وإنسانيتي هي نقاط ضعفي وقوتي في آن.
* على ماذا تركز سناء شعلان في رواياتها ؟
  أنا معنية بالإنسان وحيواته.وهذا يستغرقني تماماً؛فالإنسان لغز عملاق محيّر،والكتابة عنه هو استغوار في مجاهل عوالمه.

2017/06/28

"حارس الفيسبوك".. يوم القيامة الافتراضي يفضح ذواتنا

في ندوة مختبر السرديات في المنصورة
"حارس الفيسبوك".. يوم القيامة الافتراضي يفضح ذواتنا
استضاف مختبر السرديات في المنصورة الكاتب شريف صالح حيث دار نقاش حول أحدث أعماله رواية "حارس الفيسبوك" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية.
أقيمت الأمسية في مركز الرواد وأدارها الكاتب أيمن باتع فهمي الذي أثنى على الرواية وما قدمته من إسقاطات تتعلق بالعالم الافتراضي والواقع المعيش بعد ثورة يناير، وتعرضها لمختلف الإيديولوجيات.
افتتحت النقاش الفنانة التشكيلية هناء درويش التي أشادت بالغلاف وألوانه وتعبيره عن محتوى النص، كما أشادت بالوعي البصري في رسم المشاهد، وكذلك بناء شخصيات من لحم ودم الواقع، حيث نشعر كأننا نعرفها جيدًا.. ورأت أن الرواية كانت بحاجة إلى مزيد من التطويل.
وتحدث الروائي فكري عمر عن البناء المميز للرواية، وقابلية قراءتها من النهاية أو البداية، ورأى أنه بناء مميز ويتلاءم مع أحداثها وشخصياتها. وقال إن أحداث الرواية كلها تدور في 12 ساعة فقط من التاسعة صباحا والعودة إلى التاسعة مساء، عبر متابعة عدد من "الأكاونتات" على الفيسبوك، معتبرًا أن "صالح" كتب روايته بوصفها تجريبًا مفتوحًا، وهو تكنيك يظهر رؤيته الرافضة لهذا الانفتاح الافتراضي غير المحدود، وميله إلى الحياة التي كانت قبل ذلك.
وأوضح عمر أن انهيار الفيسبوك وتساقط "الحسابات" يدفع الشخصيات إلى استعادة روابطها بالواقع والحياة. وختم بالإشارة إلى قدرة الرواية على محاكاة الواقع والتاريخ والأديان، ومزج تفاصيل الواقع بالافتراض.
بدوره أشاد الشاعر محمد عطوة باللغة المكثفة والتكنيك السردي لكنه رأى أن الرواية عانت من كثرة الشخصيات نوعًا ما. كما نوه عطوة باستفادة الكاتب من مفردات العالم الافتراضي وتضمينها في نصه مثل: شير، و لايك. ورأى أن الرواية تضعنا أمام يوم القيامة الافتراضي، وما يترتب عليه من فضح وكشف، وكأنها دعوة للتفكير في أنفسنا وفي مصيرنا، في يوم القيامة الحقيقي.
د.أحمدالزلوعي رأى أن الكاتب استفاد من خبرته العميقة في فن القصة القصيرة حيث صدر له ست مجاميع قصصية، وهو ما انعكس على لغته، وكتابة مشاهد أو فصول مكثفة لها عناوين خاصة وقدر من الاستقلالية كأنها قصص منفصلة متصلة.
الناقد ممدوح رزق قدم قراءة بعنوان "طقوس العقاب" تحدث فيها عن تفرد الرواية في بنائها ووصفه بأنه "تصاعد معاكس" وليس مجرد "فلاش باك" أو "عد تنازلي"، مشيرًا إلى أن الرواية لا تقدم "يوم القيامة" كنبوءة بل كحدث وقع في خفاء الماضي، ولا ينفصل عن الظواهر والنتائج الناشئة عنه.
كما أشار رزق إلى أن القيامة الافتراضية لا ترتكز على الأحداث بل الأداءات الأقل تأثيرًا مثل "اللايك". وربط تلك الأداءات بالطاقة "التدميرية" للفيسبوك كبنية انتهاكية.
وختم رزق بالإشارة إلى المشابهة العامة في طبيعة استجابات شخصية الرواية رغم ما يظهر ما تباين في سلوكها.
من جانبه أثنى الكاتب والناقد نبهان النبهان على اختيار صالح للحظة المكاشفة أساس لروايته التي تسبر أغوار النفس الإنسانية، وكيف هيمن الواقع الافتراضي علينا، وتمزق الشخصيات بين عالمين، مثل "أحمد علوي" الذي يدعي الورع على الفيسبوك وهو في الواقع ليس كذلك.
كما تطرق النبهان إلى رغبة التلصص التي تجتاح معظم الشخصيات في العال الافتراضي، وانعدام الخصوصية، وإمكانية تعديل ماضينا أو حذف الأصدقاء في العالم الافتراضي، على عكس الواقع. وختم بالتأكيد على أن الرواية تكشف عذابات الأرواح العالقة بين العالم الافتراضي والواقعي.
ورأى الروائي حسام المقدم أن أهم ما يميز رواية "حارس الفيسبوك" هو تعدد المداخل في قراءتها سواء من الناحية التشكيلية أو الاجتماعية أو التقنية أو السيكولوجية.. مشددا على أهمية مدخل علم اجتماع الأدب وقراءت العلاقات بين شخصياتها في سياقات تنفتح أكثر على المجتمع، وكذلك المدخل السيكولوجي المحوري في الوعي بشخصياتها المأزومة والعالقة بين عالمين.
أما الكاتب والشاعر عماد مجاهد فأكد على المدخل السيكولوجي في قراءة الرواية وما تظهره من تفكك العلاقات والخيانات، وكيف أصبح العالم الافتراضي معبرًا عن لا شعورنا الجمعي. وأخيرًا أشاد الكاتب خالد أبو الفتوح بخبرة شريف صالح القصصية التي تجلت عبر ست مجاميع آخرها "دفتر النائم" وانعكاس ذلك على بناءالرواية.
وتبقى الإشارة إلى أنه كان من بين الحضور من أعضاء المختبر والمثقفين في المنصورة كل من الكاتب الصحفي أحمد أمين، الكاتبة أمل مشالي، الشاعر مصطفى أبو مسلم، الباحث الاقتصادي مجدي عبد الهادي، الكاتب الصحفي حسين عبد العزيز، والشاعرتان عبير طلعت وشيماءعزت.

رابطة شعراء العرب تعلن أسماء الفائزين بجائزة مسابقة الرابطة للرواية لسنة 2016.

رابطة شعراء العرب تعلن أسماء الفائزين بجائزة مسابقة الرابطة للرواية لسنة 2016.
تعلن رابطة شعراء العرب أسماء الفائزين بجائزة مسابقة الرابطة للرواية لسنة 2016.
ونعتذر سلفًا عن التأخير في إعلان النتائج لظروف يصعب شرحها هنا.
شارك في المسابقة أكثر من 200 روائي من كل أنحاء الوطن العربي,وقد استحق المركز الأول ثلاثة روائيين كان من الصعب التمييز بين مستوى رواياتهم,لذلك قررنا تقسيم الجائزة على ثلاثة.
وفاز بالمركزين الثاني والثالث روائيان جميلان ولكنهما انسحبا من المسابقة مع الأسف.
وإليكم فيما يلي أسماء الفائزين مع أسماء رواياتهم:
محمد محمد مستجاب (مصر) عن رواية (على شاطئ العالم)
علي الحديثي (العراق) عن رواية (ارفعوا صوت التلفاز)
محمد مولود فاقي (سوريا) عن رواية (آية)
سيكون لكل فائز 650 دولارًا, وسنطبع لكل واحد منهم 1700 نسخة من روايته
وسيستلم كل فائز 250 نسخة من روايته وتحتفظ الرابطة بحق بيع الباقي .
أرجو من الفائزين التواصل معنا من أجل استلام الجوائز وتوقيع العقود اللازمة.
ألف مبارك للفائزين
وحظًا أوفر لمن لم يحالفه الحظ في هذه المسابقة.

فرح الأطفال مع مبادرة الفن والحياة بقلم وعدسة: زياد جيوسي




فرح الأطفال مع مبادرة الفن والحياة
بقلم وعدسة: زياد جيوسي

   في كل عام وفي رمضان المبارك نجد أشكالا مختلفة من وسائل التعبير عن الفرحة في هذا الشهر الكريم، وبمجرد انتهاء الشهر تتوقف هذه التعابير بانتظار رمضان قادم، ونادرا أن نجد مبادرة رمضانية تسعى أن تكون مستمرة حتى رمضان جديد وما بعده، وبعض من المبادرات لا تبتغي سوى الخير، وبعضها وسائل إستعراضية لظهور أشخاص يريدون الظهور على حساب رمضان، حتى  خرجت الطرفة القائلة: (توقف توزيع وجبات الافطار على الفقراء بسبب تعطل البث التلفزيوني)، وهناك من يقدمون وجبات الإفطار في خيم رمضانية في مناطق لا يفكر الفقراء مجرد تفكير بالقدوم إليها، وبالمقابل هناك شباب يخرجون بمبادرات فردية منهم أو بدعم من جهات أو أشخاص يقدمون الخير بصمت، حتى لا تعرف يدهم اليسرى ماذا قدمت اليمنى، يخرجون قبل موعد الإفطار ويقفون على مفارق الطرق والإشارات الضوئية يقدمون حبات من التمر بأكياس صغيرة مع أكواب من الماء البارد للعابرين والمتأخرين عن موعد الإفطار، وهناك من يتولون توزيع وجبات افطار تصل لبيوت الفقراء بصمت وهدوء وبدون بهرجة.
   ومن المبادرات المتميزة والهادفة للاستمرارية كانت مبادرة: "الفن والحياة" وهي تمت عبر نشاطين في رمضان، وحين وجهت لي الفنانة التشكيلية الشابة جانريتا "منار" العرموطي الدعوة للمشاركة بتقديم فقرة عن التصوير أو عن الكتابة، كنت مترددا قبل أن أطل على تفاصيل الفكرة والبرنامج والهدف منه، فأنا حريص أن لا أشارك ولا أن أغطي إعلاميا مبادرات أو نشاطات لا أقتنع بها، ولا نشاطات أشعر أن هناك من يريد أن يمتطيها ممن يجيدون إستغلال الأحداث أو المناسبات، لكن حين شرحت لي الفنانة الشابة جانريتا الفكرة والأهداف تشجعت للمشاركة وتقديم فقرة عن الأقصى من تصويري وإعدادي، كي يتوضح بذهن الأطفال مفهوم أن الأقصى بمساحته الواسعة كلها هو المسجد الأقصى وليس المسجد ذو القبة الذهبية، فمسجد قبة الصخرة جزء من مساحات الأقصى ومساجده، إضافة للتعرف على تاريخ وقدم وعروبة الأقصى منذ عهد يبوس الكنعاني وملكي صادق ثاني من سجد لله في القدس بعد سيدنا ابراهيم في مكة.
   قدمت إدارة نادي المعلمين في ضاحية أم اذينة في عمَّان القاعة، مساهمة منها لإنجاح المبادرة التي تقدمت بها الفنانة الشابة جانريتا العرموطي والسيدة الشابة النشطة كفاح خليفة، متحملتين نسبة كبيرة من التكاليف المادية والجهد، إضافة لمساهمات المتطوعين بالدعم المالي مترافقا بالجهد، هذه المبادرة الهادفة من خلال إفطار رمضاني لإكتشاف المواهب سواء بالرسم أو الغناء أو الشعر وغيره من مواهب، عند الأطفال الأيتام من المناطق المهمشة والعمل على تطويرها من خلال برامج لاحقة متخصصة، فتم البرنامج من خلال عدد من المتطوعين والمساهمين، منهم الفنان ماهر الشعيبي الذي تابع مع الفنانة جانريتا فقرة الرسم والرسم التشكيلي، والانتباه لمن لديهم المواهب سواء بالرسم أو العين اللاقطة لدى الأطفال من خلال مشاهدة عدد من اللوحات وسؤالهم عنها، كما شارك عدد من المتطوعين بالرسم على وجوه الأطفال منهم سوسن الصعيدي و نور وجنى، كما شاركت الشابات راما وإبنة خالتها عزيزة بلبس الاقنعة وخلق جو من المرح أثار فرح الأطفال، وشاركت فرقة موسيقية وغنائية من خلال الفنانين محمد ومحمود سلطان وبلال نعيرات متطوعة بفقرات الغناء واكتشاف المواهب بالغناء عند الأطفال، أو جمال الصوت بتجويد القرآن الكريم، كما ساهم الشاب محمد بسام بعمل مسابقات للأطفال، وتطوع عدد آخر للمشاركات المختلفة كالشعر والغناء والعزف، منهم الفنان الشاب الفنان اياد حداد، وتطوع الأستاذ بسام سعادة من العاملين في حقوق الانسان للتنسيق مع جمعيتين لإحضار الأطفال الأيتام للإفطار والبرنامج، هما جمعية نور الإحسان الخيرية بإدارة السيدة نور الدويك وجمعية ثمار الجنة بإدارة السيدة فلسطين.
   بدأ البرنامج قبل موعد الإفطار بساعة ونصف، وكان الأطفال في غاية النشاط كأنهم فراشات محلقة رغم الصيام، وحين أتى موعد الافطار كان الأطفال متعجلين أن ينهوا افطارهم بسرعة وأن يعودوا للقاعة من جديد ليعيشوا أجوء الفرح والمتعة والتحليق، فتم التقاط عدد جيد من المواهب التي سيتم التواصل معها من خلال الجمعيات المشاركة، والحاقهم ببرامج تهدف لتطوير مواهبهم وقدراتهم، ولم يهدأ الأطفال طوال الوقت وهم يغنون أو يرقصون أو يدبكون أويشاركون بالمسابقات ويتلقون الجوائز التشجيعية، وشارك معظم الأطفال في تلوين وجوههم والرسم عليها وفي الفعاليات المختلفة.
   مبادرة وبرنامج يستحق الإهتمام والمتابعة، جهود مشكورة ومتميزة للشابات جاناريتا وكفاح، وجهود متميزة لكل المتطوعين، وكانت مبادرة: "الفن والحياة" مبادرة متميزة شملت إفطار الأطفال الأيتام وزرع الفرحة في نفوسهم، ورعاية مواهبهم في المرحلة القادمة بعد رمضان، وقد كنت أتابع بنظرة ثاقبة الفرح في نفوس الأطفال وأستمع لتعليقاتهم الحلوة، وكنا سعداء جميعا حين ودعنا الأطفال أننا ساهمنا بزرع ابتسامة على شفاههم.
"عمَّان 23/6/2017"
 

غيرة.. قصة بقلم: عبد القادر صيد