2018/05/08

الصراف في بغداد دراسة في التاريخ الاجتماعي



الصراف في بغداد
دراسة في التاريخ الاجتماعي
 محمد رسن
تركزت جهود الدارسين والباحثين في تاريخ العراق المعاصر باتجاه الجانب السياسي بما في ذلك دراسة الشخصيات التي ادت دورا معينا فيه،لدرجة انهم لم يتركوا اي حدث او فترة تاريخية حتى شخصية سياسية ولو كانت من الطراز الرابع الا وتناولوها بالدراسة والبحث مما سمح للبعض القول ان تاريخ العراق السياسي المعاصر قتل بحثاً، وبما ان الجانب الاجتماعي بات يحتل اهتماماً ملحوظا في الدراسات التاريخية المعاصرة باعتبار ان تاريخ أي بلد لايمكن الإلمام به إلا من خلال دراسة ذلك الجانب وان التعرف على حقيقة اي فترة او حدث يتطلب دراسة كل جوانبه فدراسته تساعد بلا شك الدارس على فهم ابعاد صورة أي فترة او حدث تاريخي. وبما ان احياء الصرائف في بغداد وسكانها هي صفحة مفعمة بتفصيلات ومشكلات جمة.ولما كان أحدا لم يفرد لها بحثاً أكاديمياً اختار مؤلف هذا الكتاب الاستاذ حيدر عطية كاظم"الصرائف في بغداد دراسة في التاريخ الاجتماعي"والصادر مؤخرا عن دار الشؤون الثقافية العامة.حيث كان عنواناً لدراسته للماجستير.تكونت هذه الرسالة من مقدمة وأربعة فصول وخاتمة.تضمن الفصل الأول العنوان "تكون احياء الصرائف في بغداد والموقف الرسمي منها" والذي تناول فيه كيفية تكون أحياء الصرائف في بغداد وظروف ذلك والأسباب التي وقفت وراء هجرة الفلاحين الى بغداد مركزا على ظلم الإقطاعيين للفلاحين. ثم يقف المؤلف أمام الموقف الرسمي ممثلاً بالبلاط الملكي والحكومات العراقية المتعاقبة واخيرا مجلس الأمة.اما الفصل الثاني فقد شمل "الموقف الشعبي من سكان الصرائف في بغداد وموقف الصحافة العراقية والاحزاب والجمعيات السياسية من سكان الصرائف فضلاً عن موقف الكتاب والمؤرخين والشعراء.الفصل الثالث جاء بعنوان" الموقف الرسمي من سكان الصرائف في بغداد 1936-1958 أسباب وظروف تفجر ثورة 14 تموز 1958 ومواقفها المبكرة من بعض الطبقات الاجتماعية وكذلك شرح الجذور الاجتماعية والفكرية لقائد الثورة عبد الكريم قاسم كمقدمة لابد منها لفهم موقفه الخاص من سكان الصرائف.في حين كرس الفصل الرابع الذي كان عنوانه "الموقف الشعبي من سكان الصرائف في بغداد 1963-1958 لموقف الاحزاب العلنية منها والسرية من موضوع سكان الصرائف في بغداد ورأي الصحافة ومواقفها منهم.كما يشير المؤلف في مقدمة الكتاب الى اعتماده في كتابة دراسته هذه على عدة مصادر اساسية تأتي في المقدمة منها الوثائق غير المنشورة لاسيما ملفات وزارة الداخلية المختلفة ومحاضر جلسات الإعمار والتخطيط الاقتصادي ومحاضر جلسات مجلس النواب والأعيان وخطب عبد الكريم قاسم التي جمعت ونشرت في كل سنة على حدة.

ليست هناك تعليقات: